الإضطرابات الوجدانية

الإضطرابات الوجدانية
وهي إضطرابات ذهانية تحدث أساساً بخلل في المزاج والوجدان سواء في ارتفاعه بالإبتهاج والنشوة المنطلقة دون حدود (الهوس) أو في انخفاضه إلى الحزن والإكتئاب مع حدوث أعراض أخرى مصاحبة لهذا الخلل المزاجي في التفكير والإرادة والإدراك
والسلوك وتبلغ نسبتها حوالي 5% في المجتمع.

أنواعـه : يحدث الإضطراب الوجداني في أحد ثلاثة أنواع :

1- إضطراب وجداني ثنائي بحيث تحدث نوبات متكررة من الإبتهاج أو الإكتئاب وهنا سنتحدث عن نوبات الهياج والهوس.

2- إضطراب وجداني أحادي تحدث نوبات متكررة من الحزن فقط. وهي مشابهة لحلات الإكتئاب فارجع إليها هناك.

الأعـراض:
وتشمل أعراض نوبات الهوس كثيراً من الأعراض مثل:
ارتفاع في المزاج مع هياج وانبساط ونشوة مع زيادة في الطاقة والنشاط وانخفاض في النوم وعدم الشعور بالحاجة إليه مع ضعف في التركيز والإنتباه وتضخيم الإعتداد بالذات والشعور بالعظمة والتفاؤل المفرط بعيداً عن الواقع مع وجود سلوكيات غير لائقة إجتماعية أوجنسية أو عدوانية أو شك واضطهاد وقد يحدث في بعض الحالات هلاوس سمعية أوبصرية أو وهامات وضلالات فكرية كما يحدث في الفصام. ويحدث كذلك سرعة في التفكير مع سرعة في الكلام وزيادة فية وانتقال من فكرة لأخرى قبل اكمالها مع وجود الترابط الظاهري بين الأفكار على عكس مايحدث في الفصام.

أســبابة: للإضطرابات الوجدانية أسباب متعددة كما هي في الفصام ولكنها تختلف لتعطي صورة مختلفة من المرض فهي أيضاً وراثية بنسبة قليلة كما أنها تغيرات في مواد تفرزها خلايا الدماغ إضافة إلى أسباب أخرى اجتماعية ونفسية والمهم أن هذه الأسباب تعمل متفاعلة مع بعضها البعض وليس كل سبب بمفردة.

العــلاج: يتم علاج الإضطرابات الوجدانية على مراحل متعددة:

1- علاج الحالة الراهنة: وهو علاج الهوس الحالية أو حالة الإكتئاب الحالية. أما الإكتئاب فقد تطرق إلى علاجها موضوع الإكتئاب فليرجع إليه هناك وأما الهوس فإن علاجه في حالته الراهنة يتطلب مايلي:

أ- تنويم المريض: حيث في الحالات الشديدة أو المصحوبة بالأعراض الذهانية كالهاوس والضلالات والوهام يصبح المريض عرضة للخطر فقد ينتحر أو يجر على نفسه أى مشكلة مع الناس بسبب سلوكة وعنفه وعدو انيته وشعوره بالعظمة أو قد يتصرف تصرفاً يضره في ماله وصرفه أو في عقود أو مشتريات أو مبيعات دون تقدير صحيح للوضع بسبب حالة الهوس. وقد يقع المريض في إعتداءات جنسية على أحد أو تتعرض المرأة إلى مواقف جنسية فيعتدى عليها. وقد يصبح المريض خطراً على الأخرين حسب ضلالاته وأوهامة ضنداً يجب إوخالة الى المستشفي حتى تم يتم السيطرة على سلوكه

الأدويـة: وهنا لابد من استخدام مضادات للذهان حتى يتم السيطرة على الذهان وأيضاً مايسمى بمثبتات المزاج كالليثيوم وغيره.

ب-علاج الحالة الوقائي: وهو أن يستمر المريض على العلاج مثبت المزاج لفترة طويلة تقدر بالسنوات حتى لاينتكس فتحدث في حالة الهوس أو حالة الإكتئاب. ويقدر الطبيب النفسي حاجة المريض إلى مثبتات المزاج والإستمرار عليها كما يحتاج المريض إلى تتقيف وتعليم عن حالته وكيف يكتشف بوادر الإنتكاسة وأعراضها.
ومن الجدير بالذكر أن مرض الإضطرابات الوجدانية لايؤدي إلى تدهور في الشخصية ولا الحياة إذا استجابت الحالة للعلاج ولايترك آثاراً مستديمة كالفصام وعليه فهو لايؤثر على حياة الفرد الزوجية والأبوية والإجتماعية والمهنية