منتديات غريب بلا وطن
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه

وتذكر اخي الزائر ان الله يراك في كل شي

قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) صدق الله العظيم


إدارة غريب بلا وطن

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات غريب بلا وطن
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه

وتذكر اخي الزائر ان الله يراك في كل شي

قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) صدق الله العظيم


إدارة غريب بلا وطن
منتديات غريب بلا وطن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أخلاقيات يجب أن يتمتع بها المدير " رج الأعمال"

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

أخلاقيات يجب أن يتمتع بها المدير " رج الأعمال" Empty أخلاقيات يجب أن يتمتع بها المدير " رج الأعمال"

مُساهمة من طرف إياد الحوراني الجمعة 06 نوفمبر 2009, 10:23 pm

إعداد- الأستاذ- إياد إسماعيل سليمان الرقب
الإيميل: q197811@hotmail.com
جوال : 00972599669462
00972598773944

بسم الله الرحمن الرحيم
{ وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون }
المقدمة:
الإدارة ظاهرة ترافق وجود المجتمعات السياسية، فحيث يوجد مجتمع سياسي منظم توجد الإدارة. فالدولة والإدارة الإسلامية سادت العالم وذلك يرجع إلى الإدارة الربانية التي كان يسير بها النبي صلى الله عليه وسلم. فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. هذه دلالة نبوية على أن أفضل نظام دولة وأفضل منهج يستمد ويتخذ منه العبر والعظات في جميع مجالات الحياة من إدارة وسياسة واقتصاد وأمور أخرى كثيرة لمن يريد أن يسبح في بحور العلم من الزاوية الدينية.
فقد أسس الرسول صلى الله عليه وسلم الدولة الإسلامية بوحي رباني فشمل جميع مجالات الحياة الاقتصادية والدينية والسياسية والإدارية وعمل على توضيح العلاقات بين الأفراد، الأفراد الذين يعملون في أطار عمل واحد، وخارج الأفراد، أي العلاقات الداخلية والخارجية.
فمن الجميل جداً نرجع إلى النظرة الإدارية الإسلامية والرجوع إلى الدين الإسلامي الحنيف، في وقت ضاعت فيه القيم والأخلاق الحميدة، وفي زمن كله نزاعات وصراعات على المال والمناصب، فكان لزاماً علينا أن نفكر في الحل، وهل يوجد هناك حل سوى الرجوع إلى المنهج الذي ازدهرت به الدولة وتلألأت به عن جميع الدول في حينها؟
نعم يجب الرجوع إلى المنهج السليم المنهج الرباني منهج الرسول صلى الله عليه وسلم، لكي نتلألأ عن جميع الآخرين، الذين ينتهجون غير الإسلام دين.
أخوتي في الله في كتابة هذا الموضوع سوف أتطرق لبعض المصطلحات العلمية التي كتبها المتخصصين في علم الإدارة، ومن ثم نتبحر في أقول وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم في إدارته للأمة الإسلامية، ونستخلص العبر والعظات كي ننجح بأعمالنا بإذن الله عز وجل.
أخيراً فأخوتي فالله أود أن أتطرق في هذه الموضوع عن أخلاقيات العمل الإداري والتي يجب أن يتحلى بها المدير، سائل الله المولى عز وجل أن يوفقني في كتابته وإعداده، كما أسأله أن ينفعكم في أعمالكم وحياتكم العملية.
الله الموفق
فكرة الموضوع:
نبعت فكرة كتابة الموضوع من أن أعظم "إدارة" عرفتها البشرية منذ آدم عليه السلام هي "الإدارة الإسلامية" بقيادة قائد البشرية وإمامها إلى الحق، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، الذي حقَّق الله سبحانه وتعالى به جميع الشروط الواجبة للمدير والقيادي الناجح فهو صلى الله عليه وسلم ((لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى)) و ((إنك لعلى خلق عظيم)) وهو الذي يأخذُ "أنظمة" و "لوائح إدارته" من المولى سبحانه وتعالى وقد ((علمه شديد القوى)) وقد أعجز الله به الناس فاختاره أمياً، لا يقرأ ولا يكتب، و"الموظفون" هم الصحابة رضوان الله عليهم فأنعم به من "مدير" وأنعم بهم من "موظفين" أطاعوا مديرهم حق الطاعة واقتدوا به حتى أصبحوا "مديرين" ناجحين لتمسكهم بالأنظمة واللوائح والقواعد التي أرساها لهم المصطفى صلى الله عليه وسلم واكتسبوا الخبرة والتعلم منه ومن سيرته الغراء وسنته التي لا يزيغ عنها إلا هالك.
وقد أداروا شؤون الأمة والبلاد الإسلامية بكل جوانبها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية والعلاقات الإنسانية بكل اقتدار، وعبروا بسفينة الإسلام من بحر الضلال والجهل والظلم إلى شاطئ الإيمان والعدل والسلام وأقاموا مجتمعاً إسلامياً ليكون نموذجاً مميزاً، عالمياً، لكل المجتمعات والدول. وهدفهم الأسمى وغايتهم العظمى هي رضوان الله تعالى وجنته فكانت بحق نعم "الإدارة والمدير والموظفين والهدف". فهم المثل والقدوة التي يجدر بكل مدير أو مسؤول أن يقتدي بهم.
ولو نظرت في أي جانب من الإدارة كأمثال التخطيط أو القيادة أو الاتصال والتحفيز أو بناء الولاء أو الرقابة أو التنظيم أو الإبداع وغيرها الكثير الكثير لوجدتها ظاهرة في صورة مثالية وبسيطة وتلقائية في آن واحد في تطبيق المصطفى المختار عليه أفضل الصلاة والسلام وخلفائه الراشدين الكرام رضي الله عنهم. ولمجلة إبداع وقفات قادمة بإذن الله تعالى مع هذا الموضوع الهام وتدعو المهتمين للمشاركة فيه كخطوة لبلورة نظرية إدارية إسلامية شاملة.
الهدف من الموضوع:
أن الهدف من كتابة هذا الموضوع هو التعرف على طرق القيادة والريادة في الإسلام، ونشر هذا الموضوع، لكي يستفيد منه الموظفين والمدراء والمهتمين بمجال الإدارة.








الفصل الأول
أولاً :تعريف الأخلاق :
هو "صفة مستقرة في النفس _فطرية أو مكتسبة _ذات آثار في السلوك محمودة أو مذمومة "ومن البديهي أن الإسلام يدعوا إلي محمود الخلق لقوله صلي الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "وقوله صلي الله عليه وسلم أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم "سنن أبو داود . وقوله صلي الله عليه وسلم "ما من شيء أثقل في الميزان من خلق حسن "الترمذي .وقوله صلي الله عليه وسلم "البر حسن الخلق" أخرجه مسلم
وقيل في الأخلاق أيضاُ :
القاعدة أو القواعد من السلوك، يلتزم بها الإنسان الذي يعيش في جماعة "ويري البعض بان الأخلاق" عادة ودراية ويري آخرون بأنها" تغلب ميل من الميول علي غيره باستمرار.
الخلق"هي صفة نفسية مكنونة راسخة تصدر عنها الأفعال دون قصد وتكليف، وهي إما جميلة في نفس صاحبها وإما ناشئة من الغرائز كمن يولد وخلقه كريم، وإما مستفادة من التدريب والإدارة في عمل مادي أي أنها شبه العادة أو المكتسبة مما يحيط بالمرء.
الأخلاق في الاصطلاح الشرعي :
إنه هيئة راسخة في النفس تصدر عنها الأفعال الإرادية الاختيارية من حسنة وسيئة وجميلة وقبيحة، وهذه الهيئة قابلة بطبيعتها لتأثير التربية الحسنة والسيئة فيها "
ومن هذه التعريفات ممكن أن نستخلص تعريف الأخلاق :
1- أن تكون الهيئة راسخة أو ثابتة في النفس، فإذا ما ربيت على الفضيلة والحق وكراهية القبيح، وظهرت في جملة تصرفات الشخص وكانت نمطا لحياته قبل هذا خلق حسن، أما إذا أهملت ولم تهذب التعذيب اللائق بها، ولم يعتني بتنمية عناصر الخير الكامنة فيها، أو أنها ربيت تربية سيئة حتى أصبح القبيح محبوباُ لها، والجميل مكروهاُ عندها وصارت النقائص من الأقوال والأفعال سمة عامة لها، قيل هذا خلق سيء . والدليل من السنة ففي حديث عائشة رضي الله عنها "كان خلقه القرآن". وفي هذا الحديث بيان أنه صلى الله عليه وسلم كان متمسكاُ بالقرآن وآدابه وأوامره ونواهيه وعليه من المكارم المحاسن والألطاف .
2- أما بالإكراه على الفضيلة لا يصنع الإنسان الفاضل، فإن لم تصدر الأفعال والأقوال تلقائياًُ، بيسر وسهولة، فإنها تعد تخلقاُ لا خلقاُ، ويمكننا أن نذكر في هذا القول قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( من تخلق للناس بما يعلم الله أنه ليس من نفسه، صانه الله)
3- أن هذه الهيئة قابلة بطبعة التأثير التربية الحسنة والسيئة، أي لا يتكون الخلق في النفس فجأة، ولا يولد قوياُ ناضجاُ، لقوله صلى عليه وسلم " كل مولود يولد علي الفطرة، فأبواه يهودانه أو يمجسانه" ومن هذا الحديث نستفيد أن الإنسان يزداد خلقاُ يوم بعد يوم . وأن البيئة المحيطة بالإنسان تؤثر على الخلق ففن كانت البيئة تسير على النهج الصحيح والوعي والإدراك أثرت عليه إيجابياً.

وقد قيل في الأخلاق الشيء الكثير ومن الأمثلة على ذلك:
1- كل سلوك يقوم به الإنسان بإرادة خيرة ولغاية خيرة .
2- المبادئ والواعد المنظمة للسلوك الإنساني التي يحددها الوحي لتنظيم حياة الإنسان وتحديد علاقته بغيره على نحو يحقق الغاية من وجوده في هذا العالم على أكمل وجه.
3- التقيد بأمر الشرع أمراُ ونهياُ في جميع التكاليف التي تربط الإنسان بخالقه في العقائد والعبادات وتربطه بالمجتمع الإسلامي وغيره من المجتمعات .
4-انفعال النفس وتأثيرها بما ينبغي أن يكون فيفعل وبما لاينبغي أن يكون فيترك.

ثانياُ : علامات حسن الخلق :
وأن كل شيء في النفس له علامات فعلامة حب الله هي الطاعة وحب نبيه محمد صلى عليه وسلم ، وعلامة حب النبي هي إتباع سنة النبي وهديه فكان للسلف الصالح آراء في بيان حسن الخلق .
فقال الحسن :" حسن الخلق بسط الوجه وبذل الندى وكف الأذى"
وقال عبد الله بن المبارك: ( حسن الخلق ثلاث خصال : اجتناب المحارم، وطلب الحلال، والتوسعة على العيال ).
وقال آخر (حسن الخلق أن يكون الفرد من الناس قريب وفيما بينهم غريباُ )
وقال آخر ( حسن الخلق كف الأذى ، واحتمال المؤمن )
وقيل ( حسن الخلق أن لا يكون لك هم غير الله تعالى )0

ويقول أبو بكر الجزائري في كتابه منهاج مسلم: علامة ذي الخلق الحسن: أن يكون كثير الحياء قليل الأذى، كثير الصلاح، صدوق اللسان قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل، قليل الفضول، براً وصولاً، وقوراً، صبوراً، شكوراً، رضياً، حليماً، وفياً، عفيفاً، لا لعاناً ولا سباباً ولا تهاماً، ولا مغتاباً، ولا حقوداً، ولا بخيلاً، ولا حسوداُ، وبشاشاً حساساُ، يحب في الله ويبغض في الله ويرضي في الله، ويسخط في الله ....
وفي هذا الحديث لا يسعنا إلا أن نذكر بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تكررت في حسن الخلق، وتبين أن من مظاهر اهتمام الإسلام بالأخلاق أن هدف رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الأخلاق . فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )، وأيضاُ قد جاء أناس إليه صلى الله عليه وسلم فقالوا من أحب عباد الله عز وجل ؟ فقال : أحسنهم خلقاُ . وقال صلى الله عليه وسلم " إن الفحش والتفحش ليس من الإسلام في شيء وإن أحسن الناس إسلاماُ أحسنهم أخلاقاُ، وقال صلى الله عليه وسلم " ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، إن الله يكره الفاحش البذيء، وأن صاحب الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة "وسئل الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: أي المؤمنين أكمل إيماناً؟ فقال : " أحسنهم خلق"
الخلاصة :
بعد أن استعرضنا بعض مما ورد في المعنى الشرعي للأخلاق وآراء بعض السلف في حسن الخلق وعلامات من يتصف به، وبعد أن أوردنا عدداُ من أحاديثه صلى الله عليه وسلم في مدح حسن الخلق وذم سوء الخلق، فإننا نخلص على ما يلي :
1- إن الأخلاق حاله أوصفة أوكليهما مستقرة في النفس وتظهر في السلوك وتنم عن قدرة علي القيام بها ومعرفة بها وميل نفسي نحو الحسن أو القبيح .
2- أن الأخلاق قد تكون حسنة وقد تكون مذمومة، وأن نطاقها واسع يشمل الإنسان ومتطلبات وعلاقته مع الآخرين أفراداً وجماعات .
3- أن النظام الأخلاق في الإسلام يتميز بطابعين احدهما ألهي رباني على المسلم يجب إتباعه، والآخر بشري أو إنساني يتصف بالعمومية.
4- إن الأخلاق نظام في العمل من أجل الحياة الخيرة وطريقة للتعامل مع الغير أياُ كان ما دام حياُ.
5- تكامل الأقوال والأفعال والظاهر مع الباطن من حيث القيم والمفاهيم " إن أخلاقيات العمل الإداري أو الأخلاقيات الناجحة التي يجب على المدير الناجح إتباعها هي عبارة عن مجموعة من المبادئ والقواعد النابعة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، التي تشكل معياراُ للسلوك الفردي سواء في التنظيم الإداري أو الاجتماعي كما هو حلال مندوب واجب الإتباع أو حرام مكروه واجب الابتعاد عنه"


ثالثاً :
1- تعريف المدير :
والمدير التنفيذي والمنظم ، ورجل الأعمال كل هذه المصطلحات مفاهيم متفاوتة .
والواقع أن الاصطلاحات (المدير، والمدير التنفيذي ) يستخدمان بصفة عامة لإعطاء نفس المعنى ولكن الاختلاف بين هذين الاصطلاحين في المستوى التنظيمي ونوع التنظيم الذي يستخدم فيه .
ومن ناحية أخرى يجب التفريق بين (المنظم يعني من يتحمل أخطار العمل أو صاحب المشروع . وقد توسع استخدامه بحيث أصبح يشمل رجل الأعمال وقائد العمل .
ولكن وجه الاختلاف بين المنظم والمدير أن الكل واحد منهما دوافع وخلفية مختلفة. والآن في الوقت الحاضر تدار منظمات الأعمال بواسطة مدرين مأجورين.
إذا من هنا يمكن أن نلخص ما يلي :
1- أن اصطلاحات (المدير، والمدير التنفيذي، والمنظم، ورجل الأعمال ) إذا اجتمعنا في القول تفرقا في المعني، وإذا تفرقا في القول اجتمعنا في المعنى.
2- المدير، أو رجل الأعمال هو الذي يتحمل مخاطر العمل وغيرها من المخاطر.
3- المدير يكون على عاتقه أعباء المؤسسة أو المنظمة وهو المسئول عن إداريها.

2- الشخصية والنجاح :
أثبتت البحوث أن الشخصية تعتبر عاملاُ كبيراُ في سلوك وأداء ونجاح المدير، فمثلاُ هناك أنواع من الشخصيات تصنع من الأشخاص قادة ناجحين وهناك بعض الشخصيات تؤدي بالأشخاص إلى الفشل. فالرسول عليه الصلاة والسلام قاد الصحابة إلى قمة النجاح، فالشخصيات التي رباها صلى الله عليه وسلم قادة الأمة وفتحت بلاد السند والهند وعمروا البلاد. فأما الشخصيات الكافرة فقادت أشخاصها إلى الهلاك مثل فرعون ذهب بقومه فأغرقهم الله في البحر. وفي هذا المقال كثير من القصص وغيرها تدل على أن الشخصية تعتبر عاملا كبيراً في سلوك وأداء ونجاح المدير أو القائد ، أو رجل الأعمال . ....
3- أهمية أخلاقيات المدير (رجل الأعمال) :
تعتبر الأخلاقيات التي يجب على المدير أو رجل الأعمال أن يتخلق بها من الموضوعات الهامة جدًا وجعلها موضوع دراسة لما انتشر في وسائل الإعلام من وجود حالات رشوة وتزوير واختلاس، وتعارض مصالح، وتوزيع نفوذ، و منافسات غير شريفة، ومحسوبية، وانتشار الفضائح اللاخلاقية وغيرها من الأمور التي تتعلق بالانحراف السلوكي لدي العامل أو الموظف أو المدير، وإخفاقه في التمسك بقواعد السلوك السليمة والرسمية، ومن هنا نجد مدى أهمية الأخلاقيات السليمة التي يجب على المدير السير عليها، وإتباع الأخلاق الحميدة.
4-مصادر أخلاقيات المدير (رجل الأعمال ):
أن الأخلاق هي تراكمات تربوية تبدأ مع النفس مروراُ بجميع المراحل التي يمر بها في مساراتها البشرية المختلفة وتنتهي بالعقيدة التي يختارها الفرد لنفسه كمبدأ حي .
تقسيم مصادر الأخلاقيات وتحديدها :
لقد قسم العلماء مصادر الأخلاق إلى عدة أقسام منها (1- الذات ،2- الأسرة ،3- المؤسسات التعليمية ، 4- المجتمع ، 5- القيادة والقدوة ، 6- الدين ) ............
وأهم هذه الموضوعات الدين :
1- الدين :
إن التزام المدير ( رجل الأعمال ) بأخلاقيات تبعاً للنظم الوضعية لن يكون إلا بمقدور خوفه من العواقب المترتبة على عدم الالتزام بها ، ؟إلا أن الدين يشكل أوسع وأهم المصادر الأخلاقية والقيم الإدارية . فالدين يحض على الاستقامة والطاعة وترشيد الاستهلاك والنفقات كما يحض على النزاهة في العمل مع الآخرين فهذا من وجهة وأما من الجهة الأخرى فلأنه هو المصدر الحقيقي للمسئولية الشخصية والتي تتبع الرقابة الذاتية. فالرقابة بأنواعها من تقاليد حديثة لا يمكن أن تحقق الرقابة الجدية. والفوائد المستوحاة إذا لم تكن نابعة من ذا بالفرد، وتتبع أهمية الرقابة الذاتية نظراً لصدورها عن الفرد ذاته انطلاقة من إيمان وإحساس بأهمية النقد الذاتي وفائدته والوعي الأكيد بالمسئولية الذاتية نتيجة اندفاع داخلي دون الخوف من عقاب أو طمع في جزاء أو نتيجة ضغط أو إكراه ...........
ويؤدي كل ذلك إلى دعم وشائج الصلة وتعزيز الثقة بين الرؤساء والمرؤوسين وجمهور المنتفعين المتعاملين مع التنظيم أو المؤسسة .............
ومصدر هذه الرقابة في القرآن الكريم من قوله تعالى " قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين " التوبة 105، وقوله صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات" رواه البخاري .........

2- الذات :
إن الإنسان لا يسعى إلى تحقيق غاية ما إلا إذا كان لها صدى في نفسه وتستثير شغفاً خاصاً عنده، ومن هذا فإن العمل الأخلاقي لابد وأن يبدو جميلا وجذابا أمام الذات الإنسانية لكي تقدم عليه . وبالتالي فإن هذه الذاتية ستعمل على إخضاع القواعد الأخلاقية نفسها إلى نظرة الفرد وتقديره الخاص وهذا أمر محفوف بالمخاطر لأنه يعطي القواعد الأخلاقية الثبات والاستقرار والاستمرارية اللازمة لها . .........



3- الأسرة :
ينقل الفرد سلوكه الذي ورثه من أسرته إلى التنظيم أو مكان عمله وهذا السلوك يعبر عن واقع بيئته المعيشية وظروف حياته المادية....
فمثلا الأسرة التي تربي أبناءها على المبادئ والمثل الدينية من صدق وأمان واحترام يبقى هؤلاء الأبناء متمسكين بهذه المبادئ ، وإما التي تربي أبناءها على عدم احترام القيم والمبادئ والتشكيك فيهما ، فأن هؤلاء الأبناء سينقلون نظرتهم إلى القيم والمبادئ إلى التنظيم الذي سوف يعملون فيه ...........

4- المؤسسات التعليمية :
إن المؤسسة التعليمية لها دور كبير في إعداد الطلبة لدخول المجال الوظيفي وفي تكوين الشخصية ، حيث تستطيع توجيهم وتوعيتهم وتدريسهم بعض المساقات في الدين والأخلاق والعلاقات العامة حتى تنجح في تنمية سلوك الطالب الإيجابي تجاه المسئولية والانتماء والإخلاص ..........

5- المجتمع :
إن المجتمع الذي تسوده قيم سياسية أو اجتماعية أو عقائدية متناغمة لابد وأن ينقل أفراده هذه القيم إلى التنظيم وتنع ان الله يراك عليهم في ممارستهم لوظائفهم ، وإذا كانت هذه القيم تحرص على وضع حد للمخالفات واللاأخلاقيات وتعاقب المعتدي ولا تراعي فرداً على آخر لجاهه أو مكانته في المجتمع فإنها ستسيطر على الفرد وحال انتقاله إلى المؤسسة أو التنظيم ........
6- القيادة القدوة :
إن القيادة الإدارية الناجحة هي الناجحة هي تستطيع أن تثبت في الهياكل الجامدة روح الحياة عن طريق إشعار كل موظف في الإدارة بأنه عضو في جماعة تعمل متساندة ومجتمعة لتحقيق هدف معين في التنظيم ،فالحياة في أي تنظيم لا تنبعث من الهيكل الذي تقوم عليه ،بل تتوقف علي خصائص القيادة يجب أن تصدر قراراتها في سهولة ولطف ولين دون تكليف ،وأن تقوم السلطة لا علي التسلط والمقصود بالتسلط هو" القوة التي تجعل المرؤوسين يذعنون لها عن رهبة وليس عن رغبة "
أن القيادة القدوة هي التي تأخذ الأمور بقوة ليس فيها شدة ولين ليس فيه ضعف ،وتستطيع أن تغرس فضائل الأخلاق في نفوس المرؤوسين وتوجد روح الجماعة التي تتعاون فيما بينها ،وتحترم الآخرين ،وتكون خادمة لمصالح العامة لا سيدة لها لأنها اكتسبت هذه الأخلاق من رؤسائها وتسقيها لمرؤوسيها0












الفصل الثاني :
أولا: أسس نظام أخلاقيات العمل :
ليس هناك اتفاق محدد لدراسة الأخلاقيات في الإدارة غير أن هناك شبه اتفاق بأنها نظام متكامل من أنماط السلوك والمعتقدات Beliefs حيث أن الجانب السلوكي في النظام يشكل ما يسمي بالمظهر العملي للأخلاقيات وتشكل المعتقدات فيها الجانب الآخر ليكون التكامل بين جانبي النظام هو المسلك الذي يوصل إلي عمليه الانسجام بين أخلاقيات العمل والمعتقدات الاجتماعية أي الانسجام بين توقعات المجتمع لإفائدة العمل المنجز وأخلاقياته. وعملية الانسجام هذه لا يمكن تحقيقها إلا من خلال دراسة العوامل التي تؤثر في تكوين أخلاقيات العمل . وعليه فإن هذا الجزء سوف يركز بشكل رئيسي علي بحث تلك العوامل التي تدخل في مجال نظام القيم الذاتية والاجتماعية وتؤثر مباشرة في تكوين أخلاقيات العمل وترتبط بشكل فاعل بعملية التطبيع الاجتماعي حيث أن القيم الذاتية والاجتماعية تتفاعل باتجاه بلورة أسس نظام أخلاقيات العمل كنتاج لأنظمة القيم الذاتية والاجتماعية للأفراد العاملين ضمن الجماعة أو التنظيم والشكل التالي يع ان الله يراك هذه المفاهيم :





نظام القيم الاجتماعية نظام القيم الذاتية
البيئة الخارجية المعتقدات الشخصية
القيم الثقافية المعتقدات الدينية
قيم الجماعة المعتقدات السياسية
قيم العائلة القيم الحضارية
قيم العمل
..................................الشكل رقم (1)
أُسس نظام أخلاقيات العمل :
وتجدر الإشارة إلي النمط السلوكي الإنساني يتكون بفعل مسببات توجه بمسار معين. بغض النظر عن كونه مساراً مرغوباً أو غير مرغوب حيث يكون مرهونا بمدي قبول السلوك مجموعة القواعد والمعتقدات التي تعتبر الأطر العامة لأخلاقيات الفرد من جهة والأطر العامة لأخلاقيات الجماعة من جهة أخري وهكذا فإن مسببات السلوك الإنساني ضمن أخلاقية معينة، يمكن أن تتوزع علي كفتين متعادلتين ( كما هو موضح في الشكل السابق) إحداهما تسمي القيم الذاتية حيث تلعب المعتقدات الشخصية (الدينية والسياسية والحضارية) دوراً أساسياً فيه .
أما الكفة الثانية فتسمي بنظم القيم الاجتماعية حيث تلعب البيئة الخارجية (الثقافية والجماعة ،العائلة ،العمل) دوراً أساسياً فيه .
1-نظام القيم الذاتية :
تعرضنا في تعريف الأخلاقيات إلي موضوع القيم، وأوضحنا أن هناك شبه اتفاق علي ارتباط الأخلاقيات بالقيم التي يكون بمثابة القواعد التي تحكم علي السلوك كونه أخلاقي أو أللأخلاقي في وجهة نظر الفرد أي أن الفرد يضع لنفسه أخلاقيات معينة مبنية بناء علي ما يؤمن به من قيم ومن ثم يتولد عن تلك الأخلاقيات نمط سلوكي إداري قد يكون (صح )(أخلاقي )أو خطأ (لا أخلاقي). وهنا فإن السلوك الفردي الذي يتولد أساساً وفقاً لأخلاقيات الفرد ذاته يخضع في النهاية إلي حكم وتفسير أفراد المجتمع لنوعيته.
2-نظام القيم الاجتماعية :
من المسلم به أن سلوك الفرد يتأثر بنظام القيم الاجتماعية لدي الفرد نفسه والذي تتفاعل عدة عوامل في تكوينه وهذه العوامل فيها ما يتعلق بالثقافة الفرد أو البيئة الاجتماعية أو الحضارية أو جماعة العمل ،فمن طريقها يكتسب الخبرة وتظهر لديه قابلية التعلم ومن ثم الانصهار في إطار نظام القيم الاجتماعية للجماعة. والذي ينع ان الله يراك في الأطر العامة لأخلاق العمل التي عن طريقها تتم عملية إنماء روح الانتماء للجماعة ،كما تتجسد بروح الإيمان بتلك الأخلاق عن طريق الممارسة الفعلية لكل ما هو مرغوب وما يحقق أهداف الجماعة وأهداف المجموع العام بقدر الانسجام بين مصلحة الجماعة ومصلحة المجتمع.
وتجدر الإشارة إلي ما اشرنا إلية في الجزء السابق وهو إن البعض القيم المعينة داخل المجتمع نفسه ليست ثابتة لأنها ترتبط بحاجات الفرد كما أنها ليست جاهزة في كل مجتمع وكل وقت لأنها تتغير بتغير المعتقدات الدينية والسياسية أو الحضارية وبالتالي قد تتلاشي بعض القيم داخل المجتمع وتحل محلها بعض القيم الجديدة فقد كان العرب قبل الإسلام يحتلون مكانا متخلفا في الحياة الإنسانية ثم جاء الإسلام فغير النفوس وبدل قيم الحياة وبعث أفضل ما فيها وأنبل ما تنطوي عليه فيقول الله عز وجل في حق الرسول الكريم في أعلي مراتب المدح والتقدير "وإنك لعلي خلق عظيم "وقد أدخلت النظرية الإسلامية بعدا اجتماعيا مهما ومؤثرا في السلوك الإداري ألا وهو البعد الأخلاقي فلا إدارة في الإسلام بلا أخلاق وهكذا نجد أن الإسلام قد وضع النظام السياسي والاجتماعي (الدولة الإسلامية) لتتحمل متابعة الالتزام بشرائع الله وقوانينه فجعل الرقابة مسؤولية الجماعة سواء أكانت الجماعة هي الإدارة التنفيذية أو المجتمع بأكمله أو الأجهزة الرقابية الأخرى عملا بقوله تعالي "ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"
وهذا وقد سادة العدل في الإسلام علي كل أشكال الحكم التي تعاقبت بعد الرسول. ويقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه حينما ولي الخلافة "أيها الناس إني وليت علكم ولست بخيركم إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني ألا إن الضعيف فيكم قوي عندي حتى أخذ الحق له ألا أن القوي فيكم ضعيف حتى أخذ الحق منه".
وفي إطار فهمنا لمضمون نظام القيم الاجتماعية متمثلة بالبعد الأخلاقي المرتكز علي النظرية الإسلامية يمكننا القول أن تأصيل الأخلاق فيه يلعب دوراً أساسياً في تكوين نظام القيم للأفراد الذين يشكل المجتمع وبالتالي يلعب التعليم والتدريب دورا فعالا في تعديل وتطوير السلوك الإنساني بالاتجاه الذي يتلاءم مع مصلحة المجتمع الصالح.

ثانيا: مصادر الأخلاقيات في الإدارة :
تعرضنا فيما سبق علي أسس نظام الأخلاقيات العمل من زاويتين رئيسيتين تتمثلان في نظام القيم الاجتماعية وقبل أن تتعرض لمصادر الأخلاقيات في الإدارة فإنه يجدر بنا أن نؤكد علي أن الأخلاق عبارة عن مجموعة من الضوابط والقيم المحددة للسلوك السوي للأفراد و المجتمعات فهي مرشد للسلوك وضابط للتصرفات وأي خروج عنها يعرض لنوع من الجزاء سواء في صورته الايجابية أم السلبية فقد تقوم عليها صلات الفرد بالآخرين وتحدد علاقته السوية معهم فالفرد لا يستطيع إلا أن يلتزم بالمعايير الأخلاقية للجماعة وإلا تعرض لنوع من أنواع الزجر والعقاب ويري راد كليف براون أن الأفراد في الغالب يتصرفون بالأسلوب الذي يرون انه يتفق مع القيم المرجعية للجماعة التي ينتمون إليها خاصة إذا توقعوا أن هذا التصرف أو السلوك سوف يؤدي إلي ان الله يراك ب رضا الجماعة وتجنب سخطها .
ولا شك أن الفرد بمكوناته وقيمه هو نتاج للجماعة التي ينتمي إليها حتى أن ضميره قد يبني من خلال هذه الجماعة وعلي هذا فإن التنظيمات الإدارية ذاتها بما يحويها من نظم والتزام التنظيمات الإدارية الأخلاقي تجاه العاملين، لابد وأن يقابله بالضرورة التزام أخلاقي من العاملين تجاه هذه التنظيمات الإدارية ويأخذ هذا التزام عدة أشكال منها :الانتظام في العمل والارتفاع بمستوي الإدارة والمحافظة علي الآلات والمعدات والخامات والتعاون مع الآخرين سواء كانوا رؤساء أم مرؤوسين.

وفي هذا الصدد من الممكن القول أنه برغم اختلاف التنظيمات الإدارية في مستوياتها وحجمها وطبيعة نشاطاتها ومدي استجابتها لاحتياجات جمهورها إلا أننا نجد اختلافاً في مصادر الأخلاقيات من حيث الجوهر. وأهم مصادر الأخلاقيات في الإدارة هي المصدر الديني أولاً ثم القوانين والأنظمة والتشريعات ثانياً والعوامل التي تساعد في تكوين الاتجاهات نحو أخلاقيات الإدارة ثالثاًُ وسنقوم بشرح هذه المصادر وتحليلها فيما يلي:
1-المصدر الديني : أن الباحث عن الجانب الأخلاقي في الأديان السماوية يجد فيها ناحيتين بارزتين:
أ-الناحية النظرية وهي التي تشكل الأسس والقواعد النظرية في الفلسفة الأخلاقية مثل : البحث عن الطبيعة الإنسانية ومصدر الإسلام والمسؤولية الخلقية وعناصرها وقواعد السلوك الإنساني.
ب-التطبيق العملي للقواعد السلوكية ومجموعة الفضائل التي يكون المجتمع بها فاضلاُ إن النية والإدارة والمسئولية والجزاء والجهد هي أسس النظام الأخلاقي في الإسلام، وهذه الأسس هي أسس فكرية علمية ونظرية وجدانية وإيمانية، كما أن أسس القاعدة الإيمانية في الإسلام فكرية علمية نظرية وجدانية وأخلاقية وهناك من يضيف إلي هذه الأسس حب الحق وإيثاره ويعتبره الأساس الأول من الأسس الأخلاقية لأن من تجب طاعته يجب أن يطاع ومن يتمتع بهذا الخلق فإن خلقه سيدفعه إلي تأدية الحق لمستحقه.
أما بالنسبة لأهم الأسس التي تقوم عليها الأخلاق في الإسلام فهي :
أ-الأساس الاعتقادي: ويقوم علي ثلاثة أركان: الإيمان بوجود الله، والإيمان بأن الحق عز شأنه خلق الإنسان وعرفه بنفسه، بين له طريق الشر من خلال الرسل عليهم الصلاة والسلام، والإيمان بالحياة الآخرة يحاسب علي ما قدم من خير أو شر.
ويتضح مما سبق لنا أن الإيمان أساس مهم من أسس الأخلاق، وأن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الإيمان وبين السلوك الأخلاقي وكذلك تستمد التربية الأخلاقية فلسفتها من مبادئ الدين ونادت به الفلسفات الوضعية حيث يقول كينت: "أن الحياة الأخلاقية لا يمكن أن تنمو نمواً كاملاً دون الاعتقاد في الله" ويقول فولتير: "أن الأخلاق أولاً الإيمان بالله الخالق من غير حاجة إلي ممارسة الشعائر والطقوس، وقوامها ثانياُ ممارسة الفضائل الاجتماعية"
ب-الأساس الواقعي العلمي : أما بالنسبة للأساس الواقعي فالأخلاق تحافظ علي حياة الفرد وتجعلها مستمرة دون مواجهة عثرات، والأخلاق لا تتعارض مع الطبيعة والقوانين الأخلاقية، واقعة ثابتة مستمرة كقوانين الطبيعة .
ومما يجدر ذكره أن الإسلام وضع للإنسان إطاراً أخلاقياً علي ضوء معرفته بالطبيعة الإنسانية وأنها مكونة من روح ومادة وأن حياة الإنسان السعيدة لا تتحقق إلا بتلبية حاجاته المادية والروحية علي حد سواء حتى لايكون أسيراً للمادة والنوازع الطبيعية البشرية وأما بالنسبة للأساس العلمي للأخلاقيات فإن الإسلام قد حدد للإنسان إطاراً أخلاقياً ُعلي أساس تصوره للكون والحقائق الموجودة فيه فهو يربي المسلم تربية عقلية تستمد أهدافها من قيم العلم ومعرفة الحق وتهدف إلي توجيه طاقات الإنسان إلي البحث العلمي والسعي وراء الحقيقة.
ج- الإلزام: يعتبر من الإلزام من أهم الأسس التي يقوم عليها النظام الأخلاقي في الإسلام والإلزام معناه الالتزام من الإنسان في مواجهة البشرية كلها وذلك بناء علي كون الإنسان مكلفاً في هذه الحياة وله أمانة ورسالة وله حرية الإدارة التي تحكم عمله وتكون مناط الجزاء لذا كان الالتزام الأخلاقي أبرز معالم المسؤولية الفردية.
د- المسؤولية : لا يمكن أن يكون المرء صاحب خلق فاضل ما لم يتكون عنده شعور بالمسؤولية لذا كان الشعور بالمسؤولية الأخلاقية أساساً من أسس الأخلاق وتعني المسؤولية هنا بأنها إقرار المرء بما يصدر عنه من أفعال واستعداده لتحمل نتائج التزاماته وقراراته واختياراته العملية من الناحية الإيجابية والسلبية أمام الله ثم أمام ضميره وأمام المجتمع ومن الشروط الأساسية للمسؤولية هو الطابع الشخصي (أو المسؤولية الفردية) بمعني أن الفرد يتحمل مسؤولية عمله والمسؤولية الفردية لها مجالات الداخلي والخارجي أما المجال الداخلي فهو مسؤولية الفرد عن قصده وإرادته وتصميمه قبل أن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله وأما المجال الخارجي فهو السلوك المحسوس من قول أو فعل شريط أن يحدث ذلك عن قصد واختيار "لا يؤاخذكم الله باللغو في إيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الإيمان" ومما يجب أن نؤكد عليه هنا أن المسؤولية الفردية.لا تلغي المسؤولية الجماعية بل تكاد تندرج فيها لأن الجماعة هي مجموعة أفراد وهي مسئولة عن انحرافات سلوكيات الأفراد وعن تصحيحها بجميع الوسائل المشروعة "ولا تزر وازرة وزر أخري " وقوله صلي الله عليه وسلم "لتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ".
وأما بالنسبة لأسس المسؤولية فإن الشعور بها يتولد تلقائياً داخل الإنسان حين يسمع نداء الضمير بالإلزام والواجب الأخلاقي وهذا النداء لا يسمع إلا مع توفير الحرية الكاملة والقدرة علي طاعة الالتزام وامتثاله وهذا الشعور يقوم في الإسلام علي دعامتين :
1ـ تقرير الإسلام ابتداه وجود حاسة أخلاقية في الطبيعة الإنسانية وهذه الحاسة يطلق عليها اسم الضمير وهو الوازع النفسي القوي الذي يكون للإنسان بمثابة مرشد لسلوكه في الحياة ويبصره بعواقب أفعاله ويتم ذلك من خلال التربية الإسلامية.
2ـ وجود حرية الإرادة والاختيار يحث على وجود المسؤولية، فالمسؤولية متفرعة عن الإلزام فلا مسؤولية بغير إلزام، وهذه المسؤولية تجعل الإنسان مسئولاً بمحض إرادته واختياره.
وأرسطو وما تبعها من مدارس فلسفة أخرى، تعود وتسلم جميعهاً بأهمية وفاعلية الدين باعتباره المصدر الحقيقي والمحكم للأخلاق ولا شك أن الشريعة الإسلامية دعمت الالتزام الأفراد بالمبادئ الأخلاقية التي حددها الإسلام من خلال تقريرها لمجموعة من العقوبات الأخروية والدنيوية لمن يخرج عن هذه المبادئ وعليه فقد حث الإسلام علي العديد من المبادئ وعليه فقد حث الإسلام علي العديد من المبادئ الأخلاقية التي يصعب حصرها في هذا المجال إلا أننا سنناقش منها ما يلي :
1ـ محاسبة النفس وتهذيبها :
تعتبر محاسبة النفس الخطوة الأولي في طريق الالتزام الأخلاقي لأفراد فهي نوع من أنواع الرقابة الداخلية يجريها الفرد علي سلوكه الخاص وتزداد محاسبة النفس وضوحاً وتأثيراً بالنسبة للفرد السوي، أما الفرد غير السوي فإنه قد لا يلتزم كثيراً بالمبادئ والقيم الأخلاقية، وبالتالي فإنه لا يشعر بوطأة محاسبة الذات، وعليه فإن الفرد السوي يواجه صراعات حادة إذا ما حاول القيام بمجموعة من السلوكيات التي لا تتفق مع المبادئ الأخلاقية، أما الفرد غير السوي فإنه يستطيع بسهولة أن يخرق القواعد والمبادئ الأخلاقية مثل الكذب، والسرقة، والخيانة، والخداع ....الخ، دون أن يتأثر ودون أن يعاني من ضميره، وإن كان من يتعامل معهم يتأثرون بدرجة كبيرة بمثل هذا النوع من السلوك وقد حث الإسلام علي محاسبة النفس ومراجعة السلوك ليعدل المسلم من تصرفاته ويرجع عن أخطائه بالتوبة والاستغفار "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا علي ما فعلوا وهم يعلمون " ويقول عليه الصلاة والسلام "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم "
2ـ الاستقامة :
الاستقامة هي إتباع السلوك القويم دون عوج من خلال الالتزام بما جاء في كتاب الله عز وجل وما فسرته السنة الشريفة والاستقامة تحوي بين طياتها معظم المبادئ الأخلاقية الأخرى فهي تشمل إتباع الطريق القويم في معاملة الآخرين وفي أداء الأعمال كما تتضمن الأمانة في التعامل وحسن الخلق ومما لاشك فيه أن الاستقامة هي منهاج أمثل يلتزم به الفرد في تعامله مع خالقه تبارك وتعالي ثم مع ذاته ومع الآخرين فالالتزام بهذا المنهاج يؤدي إلي إقامة مجتمع سليم تسوده مجموعة من التصرفات والمبادئ الإيجابية التي تعمل علي الارتقاء به كما تجعله بمنأى عن مظاهر وأسباب التفكك والانحلال وأما في مجال الإدارة فإننا نجد أن أي تنظيم إداري هو في الحقيقة مجموعة من الأفراد (فردين أو أكثر) لهم أهداف مشتركة ويتعاونون لتحقيقها من خلال تحديد علاقاتهم وتوضيح أدوار كل منهم وعليه فإن فلسفة ونظم هذه التنظيمات يعبران عن مدي التزام واستقامة أفرادها وخاصة الرؤساء منهم الذين يضعون السياسات ويتخذون القرارات.
نستنتج مما سبق أنه لابد من تحديد منهجية عمل لتنمية القوي البشرية في التنظيمات الإدارية وهذا يتطلب أن يكون لدي التنظيمات الإدارية مسار وظيفي ومسار تدريبي لكل فرد مهما كان مستواه الإداري طيلة حياته العملية. أم هذا الأمر يؤدي إلي إقامة مجتمع سليم داخل التنظيمات الإدارية يوفر لأفراده درجة كبيرة من العدل والالتزام والمسؤولية ومحاسبة النفس والاستقامة والألفة والتعاطف والتواصل مما يؤدي في النهاية إلي تحقيق الأهداف بكفاية وفاعلية .
3ـ العدل :
لا شك أن هو نظام الوجد لا يستقيم بدونه حال الفرد والجماعة والعدل قسمان :
ـ عدل الإنسان مع نفسه فيكون بوقايتها من الوقوع في الموبقات والبعد عن المحرمات بمعني عدم الوقوع في الانحرافات والسلوكيات اللاأخلاقية.
ـ وعدل الإنسان مع غيره ويتحقق بإعطاء كل ذي حق حقه وفي مجال الإدارة فإن علي الرئيس أن يكون عادلاً مع نفسه ومع مرور مرؤوسيه وعدم التفرقة في التعامل مع مرؤوسيه كما يجب أن يبتعد عن الغرور والتعالي وكذلك يجب أن تكون قراراته في توازن ما بين مصلحة المنظمة ومصلحة العاملين فيها .
وفي مجال شؤون الموظفين فإن العدالة تعني صيانة الرواتب ومتابعتها ليلاءم مع التغيرات الاقتصادية ومستوي المعيشة ودرجة التضخم والمساواة في تقديم الحوافز وتطبيق تقييم الأداء بعدل وإنصاف علي جميع الأفراد وبدون تجيز ومحاباة وتوفير الخدمات الاجتماعية والصحية للأفراد وتحديد ساعات العمل المناسبة واختيار المناسبين للعمل وفقاً لمعايير دقيقة وواضحة تنطبق علي شروط الوظيفة العادلة دون وساطة أو محسوبية أو تحيز.
















الفصل الثالث
المبادئ الأخلاقية والأساسية العامة التي يجب أن تتبعها رجال الأعمال :
أولاً: الصدق :
علي الإداري "المدير، القائد، رجل الأعمال " أن يتحلي بالصدق مع الناس، وبالصدق مع من يرأسهم، لأن الصدق له أثر علي الناس وكل العلاقات الإنسانية لقوله تعالى: "يأيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين "سورة التوبة 19.
وأيضاً لأن الصدق له أثر علي الناس سواء كان رئيس أو مرؤوس فإنه دائماُ يؤدي إلي النجاح والاستمرار في الهدف الذي يسعي إليه الصادق وهذا ما نتجلاه من حديث الرسول صلي الله عليه وسلم عندما أمره الله بأن يجهر في الدعوة فقال صلي الله عليه وسلم للمشركين "أريتم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح الجبل أكنتم مصدقي؟ :قالوا: ما جربنا عليك كذباً" رواه البخاري.
فكان للصدق أثر علي الناس فأمنوا بعض الناس وكان هدف الرسول صلي الله عليه وسلم إدخال جميع الأمم في الإسلام. إذا للصدق أثر في إنجاح المشروع أو المنظمة التي تتصف بالصدق.
تعريف الصدق : قيل هو قول الحق "وقيل هو القول المطابق للواقع والحقيقة "
الصدق من الأخلاق الفطرية التي يطبع عليها الإنسان ويظهر هذا من ملاحظة الصغار أنهم مفطورون في أساس تكوينهم علي حب الحق وعلي حب الصدق وأن خلق الكذب ليس أصيلاً في طبع الإنسان بل يكون مكتسباُ من البيئة المحيطة به لقوله صلي الله عليه وسلم: "يطبع المؤمن علي الخلال كلها إلا الخيانة والكذب" رواه أحمد
فقد دل الحديث علي أن الإنسان مفطور في أساس تكوينه علي حب الحق والذي يحب الحق لا يكون خائناً ولا كذاباً وأن الكذب من الأخلاق المكتسبة .
ما أجمل الإنسان سواء كان مديراً أو رئيساً أو وزيراً و تصف بصفة الصدق لكان عظيماً، ولكان له رأي بين الناس، وبين من يرأس ومن حوله فالصدق في التعامل يولد الثقة بين أعضاء المنظمة وعمالها وجمهورها .
مدي حاجة المجتمع الإنساني إلي خلق الصدق:
تبدو لنا حاجة المجتمع الإنساني إلي خلق الصدق حينما نلاحظ أنه ستطرأ كثير من العلاقات الاجتماعية والمعاملات الإنسانية تعتمد علي صدق الكلمة فإذا لم تكن الكلمة معبرة تعبيراً صادقاً عما في نفس قائلها لما نجد وسيلة أخري كافية تعرف فيها إرادات الناس نعرف فيها حاجاتهم وتعرف فيها حقيقة أخبارهم لولا الثقة بصدق الكلمة لتفككت معظم الروابط الاجتماعية بين الناس ويكفينا لو تطلعنا وتصورنا علي مجتمع قائماً علي الكذب لأدركنا مبلغ تفككه وانعدام الصور الأخلاقية بين أفراده.
ويمكن صياغة مدي الحاجة إلي خلق الصدق بعدة أسئلة :
كيف يكون لمجتمع ما كيان متماسك وأفراده لا يتعاملون فيما بينهم بالصدق؟ وكيف يكون لهذا المجتمع بقاء وازدهار؟ وكيف يوثق بنقل المعارف والعلوم إذا لم يكن الصدق أحد الأسس الحضارية التي يقوم عليها بناء المجتمع الإنساني؟ كيف يوثق بنقل الأخبار والتواريخ إذا لم يكن الصدق أحد الأسس التي يقوم علي بناء المجتمع؟ كيف يوثق بالوعود والعهود ما لم يكن الصدق أحد أسس التعامل بين الناس؟ ما هو مصير مجتمع أو منظمة قائمة علي الكذب ؟ أليس مصيره الانحلال والتفكك والخسارة والتخلف ثم الخراب والدمار.
الصدق في العهد وفي الوعود والكذب فيهما :
ويكون الصدق والكذب في الوعد والعهد فمن الناس من يعدون وهم يريدون أن يوفوا بما يعدون به فهم صادقون في وعودهم ومن الناس من يعاهدون وهم لا يريدون أن يوفوا بما يعاهدون فهم كاذبون في عهودهم وهم لا يريدون أن يوفوا بما يعاهدون عليهم فهم في عهودهم كاذبون ..
والصدق في الوعد وفي العهد من الفضائل الخلقية التي يتحلي بها المؤمنون والكذب في الوعد وفي العهد من الرذائل الخلقية التي يتجنبها المؤمنون الصادقون ويجب علي المدير أو رجل الأعمال أن يتخلق بخلق الصدق في العهد والوعد لأن الوفاء به له أثر كبير علي إنجاح المنظمة.
الوعد والعهد والوفاء بها من فضائل الأخلاق ومن روائع الحضارة ولما أخذ الإسلام بأيدي المسلمين إلي قمم الفضائل ومعارج الحضارة المثلى، كان من الأخلاق التي حث عليها التحلي بصدق العهود والوعود والوفاء بها لقوله تعالي "أوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً " وقال تعالي " وبعهد الله أوفوا ذالكم وصالكم به لعلكم تذكرون "سورة الأنعام152 وقوله تعالي " والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون "المؤمنون32
وجعل الله الوفاء بالعهد من البر وأبان أن من صفات البررة أنهم موفون بعهدهم إذا عاهدوا " فقال تعالي " والموفون بعهدهم إذا عاهدوا" البقرة 177 . والوفاء بالعهود والوعود والصدق فيها من أخلاق الأنبياء والمرسلين ومن الأخلاق التي دعت إليها الأديان الربانية كلها.
وأثني الله علي إسماعيل عليه السلام بأنه كان صادق الوعد فقال تعالي " واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً" مريم 54 .
ومن روائع قصص صدق الوعد ما رواه أبو داوود عن عبد الله بن أبي الحساء قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث "مبايعة تجارية " وبقيت له بقية فوعدته أن آتيه بها في مكانه فنسيت فذكرت بعد ثلاث "ثلاث ليالي" فإذا هو في مكانه فقال "لقد شققت علي أنا هنا أنتظرك" فهذا هو الخلق الذي يجب أن يتربى عليها المدير والقائد وعليه أن يتخلق بخلق رسول الله صلى عليه وسلم .
حالة عملية :
في مكان العمل الذي أعمل به سألت أحد الموظفين ما هو الموقف الذي وعدك به المدير وأوفى بوعده وصدقك فيما وعدك إياه ؟ وكيف كان أثر صدق المدير معك عليه وعلي العمل؟ فقال الموظف قبل عام وعدنا المدير العام أن يعطي كل مساعد فني وسائق أن يشتري له ان الله يراك وة وأغراض أخرى له ولأفراد أسرته وصدق فيما وعدنا فكان لهذا أثر في نفوسنا علي حب العمل وحب المدير والالتفاف حوله ومآزرته وصدق التعامل معه وأيضاً سألت نفس الموظف عن مخالفة فيما وعد به؟ وكيف كان الأثر عليه وعليك وعلي العمل؟
فقال الموظف وعدني المدير العام أن نعمل تسكين للموظفين ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب فعندما حدث التسكين لم يكن مبتهل ولا فرحان إلا الذين ارتقوا من الدرجة السفلي إلي الدرجة العليا وحتى بعض الذين ارتقوا من وإلي الأعلى لم يكن يرضي علي ما حدث من تسكين لأنه كان هناك من هو أجدر وأحق منه في المنصب الجديد فلم يصدق المدير بما قال ولم يضع المعايير الصحيحة في التقييم فأصبح الموظفين لا يصدقون ما يقول فأصبحوا يتمنوا للمدير العام عدم البقاء والدعاء عليه بالظلم علي من ظلم فأصبحوا الموظفون يبغضون العمل وتفكك العلاقات بين الموظفين ومديرهم والمسؤول عنهم، فساروا يتخذوا ما يقول بعدم الثقة والإطمئنانية .فالصدق في القول والفعل له أثر على النفوس البشرية فيا ليت كل مدير أن يتخلق بخلق الصدق فلا يقول إلا صدقاً ولا يفعل إلا بصدق والله الموفق .

الخلاصة :
الصدق مع أنه صفة كريمة وخلق شريف هو مع ذلك محط الثقة وأساس التسليم لأن الصادق في الغالب لا يخالف الواقع بل لا يخالفه قصداً ومن جرب عليه الصدق في الأقوال والأفعال لا يحوم حوله شك أو تكذيب ولذلك كان ما اشتهر به صلى الله عليه وسلم قبل بعثه بالصادق الأمين ولما سأل هرقل أبو سيفان ولم يكن قد أسلم بعد عن صفاته صلى عليه وسلم قائلاً:
فهل تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قلت : لا حديث صحيح من رواية ابن عباس رضي الله عنهما فقال هرقل : وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال : فزعمتم أنهم لا يكذب. فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب علي الناس ثم يذهب فيكذب علي الله وهذا القول من هرقل ليبين أهمية التزام القائد أو المدير بخلق الصدق والحذر من الكذب لي ان الله يراك ب ثقة من يرأس وثقة من يتعاملون معه سواء في المنظمة داخلياً أو خارجياً حتى يبلغهم الهدف الذي يسير من أجله وقبولهم إياه ولكي يحدث عندهم الثقة والاطمئنان في النفس والتصديق بما يسعي إليه والالتفاف حوله ومساندته في وقت الضيق. لقوله صلي الله عليه وسلم " دع ما يريبك إلي ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة " رواه الترمذي ونسأل الله أن يحلينا بالصدق ومكارم الأخلاق

ثانياً: العدل :
العدل هو أحد فروع الخلقية لحب الحق وإيثاره وأحكام العدل وتطبيقاته إنما هي تنفيذ لما يقتضيه الحق. إذ معظم العلاقات المادية وغير المادية بين الناس لها من الحق أصول ثابتة وحين يتم التنفيذ بما في الأصول من حق بالعمل أو القول أو وضع القوانين وا
إياد الحوراني
إياد الحوراني
ضيف جديد
ضيف جديد

عدد المساهمات : 7
تاريخ التسجيل : 23/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أخلاقيات يجب أن يتمتع بها المدير " رج الأعمال" Empty رد: أخلاقيات يجب أن يتمتع بها المدير " رج الأعمال"

مُساهمة من طرف عشق بدوي السبت 07 نوفمبر 2009, 4:02 pm

كل الشكر اخي اياد على هذا الموضع
وبارك الله فيك
عشق بدوي
عشق بدوي
Admin

عدد المساهمات : 89
تاريخ التسجيل : 20/04/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى